الرباط (ا ف ب) - اعرب المغرب عن قلقه ازاء تنامي النشاط الشيعي على اراضيه وندد ب "قلة احترام" ايران التي حملها وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري المسؤولية الكاملة عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. |
وزير الخارجية المغربي الطيب فاسي الفهري في 25 حزيران/يونيو 2008 (© ارشيف/اف ب - عبد الحق سنة) |
وفي مقابلة خص بها وكالة فرانس برس ندد الوزير المغربي بالنشاطات الدعوية لبعض الجمعيات المغربية الساعية لنشر المذهب الشيعي في المغرب بدعم من ايران.
وقال الفهري "ان المغرب لا يمكنه ان يقبل القيام بمثل هذه النشاطات (على اراضيه) وذلك بشكل مباشر او غير مباشر عبر ما يسمى بمنظمات غير حكومية".
وانتقد "المساس باسس" المملكة الشريفية المغربية وبال "الرابط" المالكي وهو المذهب الاسلامي السني المعتدل السائد في المغرب.
واضاف الوزير ان "المغرب ليس الوحيد الذي يشهد" هذا النشاط الشيعي "الذي اكتشف وجوده ايضا في افريقيا جنوب الصحراء وفي بلدان اسلامية اخرى" وحتى في اوروبا.
وكان خالد الناصري المتحدث باسم الحكومة قال في الاونة الاخيرة ان قسما من الجالية المغربية في بلجيكا كان تعرض "لممارسات" ايرانية من النوع ذاته.
وجاءت تصريحات الفاسي الفهري اثر بيان شديد اللهجة لوزارته اعقب قطع العلاقات مع ايران في 6 آذار/مارس الحالي.
ونددت الخارجية المغربية في بيانها ب "نشاطات ثابتة للسلطات الايرانية وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط تستهدف الاساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي" مضيفة ان "هذه الاعمال تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة وتعارض قواعد واخلاقيات العمل الدبلوماسي".
غير ان الوزير المغربي رفض ربط قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران بانشطة الدعوة الشيعية المنسوبة لايران.
واوضح ان "الامور كانت قابلة للتحكم مع الابقاء على النشاط الدبلوماسي والعلاقات التجارية (بين البلدين) مع درجة معينة من اليقظة".
ورسميا فان قرار قطع العلاقات الدبلوماسية اتى اثر انتقادات اعتبرت "غير مناسبة" وجهتها ايران للدعم المغربي للبحرين.
وكانت العلاقات بين ايران والبحرين توترت اثر تصريح العضو المهم في مجلس تشخيص مصلحة النظام والمسؤول في مكتب مرشد الثورة الايرانية علي اكبر ناطق نوري اعتبر فيه ان البحرين "المحافظة الايرانية رقم 14" كانت جزءا من ايران.
واوضح الطيب الفاسي الفهري "عندما استهدفت ايران المغرب والمغرب فقط، لم نفهم" لماذا تم ذلك.
وقبل قطع العلاقات كان المغرب استدعى في مرحلة اولى في نهاية شباط/فبراير للتشاور القائم باعماله في طهران. وقال الوزير المغربي "لقد منحنا الفرصة والوقت (للايرانيين) لتفسير موقفهم غير اننا لم نتلق اي رد. لقد شكل ذلك قلة احترام" للمغرب.
ولم تكن العلاقات بين المغرب وايران صافية على الدوام في الماضي وكانت العلاقات الدبلوماسية بينهما قطعت في 1979 اثر الاطاحة بالشاه وتولي آية الله الخميني السلطة.
واعيدت هذه العلاقات في 1991 وايران هي اليوم احد اهم زبائن الفوسفات المغربي واحد ابرز مزودي المملكة المغربية بالنفط.
وتبلغ قيمة المبادلات التجارية بين البلدين نحو مليار دولار.