عدد الرسائل : 4العمر : 30مشاركة العضو : ضعيف ممثاز متوسط نقاط : 28115 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/07/2009
موضوع: المصور الكفيف الأحد يوليو 05, 2009 9:20 am
كان نزيه رزق الفتى المصري الذي لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره مستلقياً على السرير الأبيض في إحدى مشافي لندن.
فتح الباب.. فدخل إليه أحد أصدقاء الطفولة وبيده علبة، قدمها إليه، فسأله نزيه: ماذا في داخل هذه العلبة؟
- كاميرة تصوير!
- كاميرة تصوير؟!! تعجب نزيه وتابع حديثه قائلاً:
ولكنك تعرف أني لا أبصر، وها أنا أجلس منتظراً عملية في عينيّ.
فرد صاحبه: أتمنى أن تكون أكثر تفاؤلاً ياصديقي، وإن شاء الله ستسترد بصرك من جديد.
كانت هذه لقطة من حياة المصور نزيه رزق قبل أن ييأس الأطباء من استرداد بصره.
يقول نزيه: لم تكن لي ميول فنيه، ولم أكن أمارس التصوير قبل فقدان بصري، كانت أهم هواياتي هي قيادة السيارات، ولكني تعرضت لحادث مفاجئ في المدرسة أفقدني بصري، وبعد خضوعي لعشر عمليات أكّد لي الأطباء أن بصري ذهب إلى غير رجعة.
أصبت بحالة اكتئاب شديدة إلا أني لم أيأس وحوّلت تلك الهدية حياتي 180 درجة.
ولكن كيف بدأ نزيه رزق تعلّم التصوير واحترافه!
لم يُعر نزيه سخرية زملائه أدنى اهتمام، ففي بداية محاولاته أخرج صوراً مهزوزة وضعيفة، ومع الممارسة والاعتماد على حواس السمع واللمس كما يقول بدأ يرى المشهد ويقيس أبعاده بحواسه، وقد يستغرق منه هذا أياماً وربما شهوراً. ومع طول المران بدأ يخرج صوراً فنية مبدعة.
بعد ذلك رشحته وزارة الشؤون الاجتماعية للسفر إلى أمريكا وحصل على جوائز عدة، وتمت دعوته لإلقاء محاضرات في الجامعات عن التصوير.
[b]نزيه رزق .. فقد بصره وهو في السابعة عشرة من عمره، فلم ييأس، واستطاع أن يتغلب على الظلام ليصبح أول مصور كفيف يبهر العالم بصوره.[/