بسم الله الرحمان الرحيم
إخواني أهل دار الإيمان
إن الغرض من وجود منتدى للعقيدة والفقه هو بالأساس لتبادل المعرفة والتذاكر في أركان الإيمان وأركان الإسلام.
ولكن قد يتناول البعض موضوعا يتعلق بالخلافات بين طوائف المسلمين. إلا أننا نلاحظ في مثل هذه المواضيع عادة حدة في الخطاب. وتسميات ربما لا يحبها (أطراف الخلاف) مثل:
قبورية ، وهابية ، رافضة ، ناصبة ، مجسمة ، معطلة ، مبتدعة ... إلخ.
وغالبا ورود مثل هذه التسميات (التي تستفز الآخر) ينجم عنها سد لباب القبول (قبول الآخر لحجة مخالفه) إضافة إلى أنها قد تثير الضغائن وتوجد جوا متوترا مشحونا بما يثير التباعد.
ولا أظن أن فائدة ما ستتحصل من وراء ذلك.
ولذا فنرجو ممن يريد تناول مسائل خلافية أن يتروى وأن يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن التسميات وكذلك الشخصانيات.
فدعونا إذا أردنا النقد أن ننقد الأفكار لا الأشخاص. ويكفينا (ما بال أقوام ...) فهذه هي الطريقة المحمدية بالنقد.
أعرف أن (المخالفين ) أكثرهم متشنجون وحانقون - ولا ادري علام كل ذلك- !! إذن فلنكن نحن اليد التي تربت وتهديء من روعهم لتقنعهم بذلك أن كثيرا من الخلافات يمكن تجاوزها من غير أن يعتبر أحد الآخر كافرا أو مشركا أو ضالا.
ولنتميز نحن بخطاب أهل السلوك الهاديء المتعقل الذي لا يملي عليه الآخر أسلوبه أو يجره إلى لغة لا يؤمن أصلا باستخدامها.
نقاط الخلاف كثيرة - أعلم ذلك - ولكن نقاط الاتفاق أكثر وأهم وأكثر جوهرية .. فلماذا لا نجعل تركيزنا أكثر على نقاط الاتفاق!
فالناس - ومنهم المسلمون- مختلفون وسيظلون أبدا مختلفين. فالمشارب تتعدد بتعدد الأذواق والجبلات.
والعاقل هو الذي لا يسعى لتغيير الناس بما يخالف طبائعهم ولكن يسعى للحوار والتفاهم والتركيز على الأولى الأولى والنقد البناء المؤطر بأطر العقلانية. والتخفيف من غلواء الآخرين وتطرفهم بالنموذج والقدوة والحال .. حيث قد يصاب الكلام والمقال بالعجز أحيانا ولا يعود مجديا.
والله يتولى هدانا جميعا