<BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>أطلق وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري عددا من اللاءات بخصوص مسلسل التفاوض مع جبهة البوليساريو. فلا تحفظ للمغرب على تعيين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السفير الأمريكي السابق كريستوفر روس ممثلاً شخصياً جديداً له في نزاع الصحراء، خلفاً للهولندي بيتر فان والسوم المستقيل تحت ضغط الجزائر والبوليساريو، بعد أن اعتبر استقلال الصحراء حلا غير واقعي.
«لاء» عدم التحفظ على تعيين كريستوفر تناسلت عنها لاء ثانية تضمر اعتراضا غير معلن على تعيين كريستوفر، عندما شدد في حديث خص به مؤخرا جريدة الحياة اللندنية على كون المغرب لا يريد العودة إلى نقطة البداية في المفاوضات.
لاءات الفهري جاءت ردا على الاتهامات التي أطلقها المحفوظ علي بيبا، رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني الصحراوي، بالمماطلة في عقد الجولة الخامسة من المفاوضات وأنه يمتنع عن الموافقة على تعيين كريستوفر الذي قدمته الأمم المتحدة.
وجاءت تصريحات الفهري يومين فقط قبل اللقاء الذي عقده زعيم الجبهة محمد عبد العزيز مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث تناولت المحادثات بينهما تمسك جبهة البوليساريو والتزامها بمسار المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل نهائي لنزاع الصحراء وكذا آفاق مسار المفاوضات بين طرفي النزاع.
زعيم الجبهة لم يترك هذه الفرصة تمر دون أن يكرر نفس الاسطوانة التي توظفها الجبهة للضغط على المغرب، عبر إثارته لما يعتبره انتهاكات يومية لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية.
من جانبه، أكد بان كي مون لزعيم الجبهة عزمه على مواصلة الجهود من أجل استئناف المفاوضات في أقرب وقت.
وتعد هي المرة الأولى التي يلتقي فيها زعيم الجبهة ببان كي مون بمقر الأمم المتحدة منذ تعيينه على رأس المنظمة الدولية.
وكشفت مصادر مطلعة أن الهدف من هذه الزيارة، التي تزامنت مع انتخابات الرئاسة الأمريكية التي توجت بفوز الحزب الديمقراطي، هو بعث إشارات إلى المنتظم الدولي عن الجهود التي تبذلها الجبهة من أجل الدخول في الجولة الخامسة من المفاوضات، والترويج لعدد من المواقف التي تتبناها هذا الأخيرة في أفق معرفة النوايا التي ستعبر عنها الإدارة الأمريكية الجديدة بخصوص هذا النزاع.
وحسب مصادر مقربة من قيادة البوليساريو، فإن استعجال هذه الأخيرة لعقد الجولة الخامسة دافعه الحقيقي هو الاقتناع الصميم لدى قيادة الجبهة بكون لا حل لهذا الصراع الذي عمر لأزيد من ثلاثة عقود إلا بحل متفق عليه مع المغرب وعن طريق المفاوضات. ويغذي هذا الانطباع -تشير المصادر ذاتها- الواقع الحقيقي الذي يعيش على إيقاعه الآلاف من سكان المخيمات وحالة عدم الاستقرار والشتات التي يرزؤون تحتها.
وحول ما إذا كانت التكلفة المالية لهذا الصراع هي التي تضغط على قيادة الجبهة للخروج من هذا المأزق، أوضحت المصادر ذاتها أن التكلفة المالية يمكن أن تثار بالنسبة إلى المغرب، أما البوليساريو فالأموال التي تصرفها في تدبيرها لهذا النزاع مصدرها الدول المانحة.
إلى ذلك، كشف الحقوقي والاقتصادي فؤاد عبد المومني أن نزاع الصحراء يكلف المغرب ما بين 40 إلى 80 مليار درهم سنويا، أي ما يمثل زهاء 10 في المائة من الدخل الوطني الخام. وأوضح عبد المومني، في تصريح لـ«المساء»، أن هذه التكلفة تتضمن نفقات الجيش والأجهزة ونفقات قوات حفظ السلام (المينورسو) وعدد من النفقات الأخرى الموازية. </BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>