محمد بوكرين
"إنها صور رفاقنا وصور أبنائنا وصور مسار حياتنا"، هكذا قال محمد بوكرين، معتقل الملوك الثلاثة، وهو يشاهد معرض الصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لمسار منتدى الحقيقة والإنصاف منذ بداياته الأولى، وشوهد العديد من المعتقلين وعائلاتهم يشاهدون بتأثر كبير صور المعرض، الذي اختار منظموه أن يفتتحوا به أشغال مؤتمرهم.. لقد حضر أحمد آيت بن ناصر، والمانوزي عبد الله، وسعيد إيدير، وشقيقة سعيدة المنبهي أخت الشهيدة سعيدة المنبهي، وبين كل هؤلاء كان معتقل الملوك الثلاثة يركز على تلك الصورة التاريخية التي يظهر فيها كل شهداء اليسار المغربي مطبوعين على لافتة احتجاجية، وهنا صرخ مؤكدا: "أنا أعرفهم جميعا رفيقا رفيقا ورفيقة رفيقة"، ويستطرد بسرعة وكأن الصور تدفعه للعصيان: "هذا الملف لن يطوى ما لم يرد الاعتبار إلى كل هؤلاء، وما لم تتحقق الديمقراطية.. المغرب ليس بلدا ديمقراطيا".
من جانبه، قال محمد الصبار، رئيس المنتدى الذي يستعد لتقديم استقالته: "هذه الصور هي جزء من ذاكرة المنتدى، وهي إسهام أيضا في الذاكرة الجماعية". ويضيف، في تصريح لـ"أخبار اليوم": "إنها استنطاق لمظالم الماضي، لذلك اخترنا أن يكون انطلاق المؤتمر بمقاطع الموسيقى والريشة والصورة والحرف".
من جانبه، قال مراد برجة، صاحب وكالة "آيس بريس"، الذي يتوفر على أرشيف يضم عشرات الآلاف من الصور: "إن الوكالة ربطها عقد من أجل توثيق كل أنشطة المنتدى منذ بداياته الأولى"، وأضاف برجة: "الوكالة تتوفر على عشرات الآلاف من الصور ومقاطع الفيديو تفوق بكثير ما يتضمنه أرشيف هيئة الإنصاف والمصالحة"، ويستطرد: "الهيئة أخفت مجموعة من المعطيات من بينها أسماء الجلادين وأشياء أخرى نتوفر عليها في أرشيفنا بالعربية والأمازيغية تبرز أن الملف مازال مفتوحا".
من جهة أخرى، اختار المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف شعار "مامفاكينش" لمؤتمره الذي سيمتد طيلة يومي نهاية الأسبوع، ومن المتوقع أن يختار مؤتمرو المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف رئيسا جديدا عوض محمد الصبار، بما أن هذا الأخير استكمل في هذا المنصب فترة ولايتين.