ارتفعت حصيلة تفجير سيارة مفخخة بجمع من مشاهدي مباراة للكرة الطائرة في قرية شمال غرب باكستان الجمعة الى 93 قتيلا السبت مع العثور على مزيد من الجثث بين الانقاض. |
قرويون يبحثون عن ناجين تحت الانقاض اثر تفجير انتحاري في شاه حسن خان في 2 كانون الثاني/يناير 2010 (© ا ف ب) |
ويشكل تفجير الجمعة بداية دموية للعام 2010 في باكستان التي تشهد منذ بضعة اشهر تصعيدا في الهجمات المنسوبة لحركة طالبان الذين ينفذونها انتقاما من العمليات العسكرية التي تستهدف ضرب معاقلهم في المنطقة القبلية الشمالية الغربية المحاذية لافغانستان.
وتفجير الجمعة كان الاعنف في باكستان منذ شهرين حيث تسبب في انهيار اكثر من عشرين منزلا بعضها كان ساكنوها بداخلها في قرية شاه حسن خان في اقليم بانو على الحدود مع ولاية جنوب وزيرستان التي تعتبر معقلا لطالبان.
ودانت بريطانيا والولايات المتحدة الاعتداء، وتوعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بان بلادها ستواصل دعمها لشعب باكستان في "جهودها لبناء مستقبل خال من الخوف والترهيب".
وقال محمد ايوب خان قائد شرطة اقليم بانو لفرانس برس "كان القرويون يشاهدون مباراة بين فريقي القرية عندما قاد الانتحاري سيارة النقل التي يقودها الى حيث كانوا متجمعين وفجرها وسطهم".
وبشأن ارتفاع الحصيلة قال "توفي خمسة اشخاص خلال الليل في مستشفى لاكي مروة ما يرفع الحصيلة الى 93 قتيلا". واوضح ان بين القتلى ستة اطفال وخمسة عناصر شبه عسكريين. وقال ان المفجر استخدم 300 كلغ من المتفجرات في الاعتداء الذي يتولى فريق من ثلاثة اعضاء التحقيق فيه.
ونظمت المباراة لجنة محلية من اجل السلام اعلنت دعمها للعملية التي تنفذها الحكومة لاخراج المقاتلين المسلحين من المنطقة، كما قال خان. وهي اعلى حصيلة تسجل خلال تفجير منسوب لمقاتلي طالبان الباكستانية منذ 28 تشرين الاول/اكتوبر عندما ادى تفجير سيارة مفخخة الى مقتل 125 شخصا في سوق مكتظ في بيشاور، عاصمة الولاية الشمالية الغربية.
وقال رمضان بيتاني وهو سائق في الثالثة والثلاثين من عمره من المستشفى لفرانس برس انه ترك المباراة ليرد على اتصال هاتفي. وقال "كنت استمع عندما رايت ضوءا قويا ازرق وابيض تبعه دوي قوي صم اذني. عندما افقت واستعدت قدرتي على التمييز رايت جثثا ممددة في المكان الذي كان يعلوه الدخان. ادركت اني اصبت في ذراعي".
وقال الطالب انور خان (18 عاما) انه كان قد خرج للتو من منزله عندما شاهد سيارة نقل سوداء مسرعة باتجاه المتفرجين. واضاف انور "رايت النار تندلع وتصعد نحو السماء. كان الضوء ساطعا في كل مكان، شبيه بالبرق، ثم سمعت دويا هائلا هز كل شىء. ضرب حجران جبهتي وبدأت انزف".
واشتكى الكثير من الجرحى من نقص التجهيزات والامكانيات في مستشفى لاكي مروة. وقال العامل تاج علام المصاب في كتفه "لا توجد ادوية ولا اسرة هنا في المستشفى، وينبغي على الحكومة ان تطلع على الوضع". واضاف ان سكان البلدة ساعدوا المستشفى باحضار اسرة من منازلهم للجرحى.
وقال رياض احمد وهو من سكان بانو ان الدماء المتجمدة والاشلاء لا تزال تغطي مكان الانفجار، في حين يواصل القرويون البحث بين الانقاض عن قتلى وجرحى محتملين.
وحمل محمد ايوب خان قائد شرطة اقليم بانو الاسلاميين المتطرفين مسؤولية التفجير. وشهد اقليم بانو العام الفئات حملة عشكرية استهدفت هؤلاء المقاتلين.
وفي هذه الاثناء، قال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني للصحافيين في اسلام اباد ان الحكومة والشعب مصممان على القضاء على الارهاب واقتلاعه من البلاد.
وقال جيلاني "الامة باسرها تقف في وجه الارهابيين (..) انهم يتبعون اجندة اجنبية تقوم على زعزعة الحكم واضعاف القانون والنظام واشاعة الخوف والذعر". واضاف جيلاني "لدينا القدرة والعزم على اجتثاث الارهابيين" والمجتمع الدولي يقف الى جانب باكستان من اجل تحقيق هذا الهدف.
وتدهور الوضع الامني خلال عامين ونصف في باكستان حيث اسفرت الهجمات والاعتداءات التي ينفذها المقاتلون المتطرفون عن قتل اكثر من 2800 شخص منذ تموز/يوليو 2007.
والمناطق القبلية في شمال غرب البلاد هي الاكثر استهدافا وحيث باتت العمليات الانتحارية تستهدف المدنيين اكثر من العسكريين. وفي المنطقة نفسها، اقدم مسلحون على تفجير مدرستين للذكور ومستوصف في اقليم باجور المضطرب في وقت متأخر الجمعة.
وتعود اخر عملية تفجير نفذتها حركة طالبان الناشطة في المنطقة الى 25 كانون الاول/ديسمبر عندما قام عناصرها بتفجير مدرستين للذكور تفصل بينهما مسافة 1,5 كلم في منطقة خيبر التي تمتد بين افغانستان وبيشاور كبرى مدن الولاية الشمالية الغربية.
وينتشر في المنطقة القبلية شمال غرب البلاد المئات من المتطرفين الذين لجأوا اليها بعد انتشار قوات دولية في افغانستان واسقاط نظام طالبان في افغانستان في نهاية 2001. وتقع باجور الى الغرب من اقليمي دير وسوات حيث شن الجيش الباكستاني في نيسان/ابريل الماضي حملة لسحق تمرد طالبان.